نهاية غير متوقعة لسباق مثير، هكذا يمكن وصف الانتخابات الرئاسية التونسية التي أسدل الستار عليها، مساء الاثنين 16 سبتمبر 2019، بمشاركة بلغت 45% من إجمالي من يحق لهم التصويت، والبالغ عددهم 7 ملايين.
وعلى الرغم من أن هذه النتائج ليست نهائية، وجاءت بعد فرز نحو 89% من الأصوات، فإنها ألقت بظلالها السلبية على حركة النهضة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان في تونس، حيث ظهر التصدع سريعًا داخل جدران الحركة عقب الهزيمة في الانتخابات الرئاسية.
وفي أول تصدع سياسي، أعلن القيادي البارز في حركة النهضة التونسية ومدير مكتب رئيس الحركة راشد الغنوشي السياسي زبير الشهودي استقالته من الحركة، في رسالة عبر صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، الثلاثاء 17 سبتمبر 2019، وذلك عقب هزيمة الحركة في الانتخابات الرئاسية.
واتهم مدير مكتب الغنوشي الحركة بالفشل في استقطاب الناخبين لصالح مرشحها عبد الفتاح مورو، معتبرًا أن استقالته جاءت «استجابة للرسالة مضمونة الوصول من الشعب التونسي العظيم».
وطالب زبير الشهودي من رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي بـ«اعتزال العمل السياسي، وإبعاد صهره رفيق عبد السلام وكذلك كافة القيادات في الحركة، الذين دلسوا إرادة كبار الناخبين في إقصاء مباشر لكل المخالفين في الرأي، خصوصًا القيادات التاريخية للحركة».
وأكد القيادي في حركة النهضة أن خطابهم فشل في استمالة التونسيين الذين يهدفون إلى تحسين أوضاعهم الاقتصادية، وتحقيق مبدأ العدالة الاجتماعية، دون النظر إلى الوعود الزائفة والخُطب الدينية المُبالغ بها، مُشيرًا إلى أنه «سوف ينشر تجربته مع الحركة، ورأيه في أدائها لاحقًا».